الأقانيم الثلاثه وعلاقتها ببعض ... الله والإبن والروح القدس
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
معنى كلمة "أقنوم" | الأقانيم الثلاثة | الوحدانية
سؤال : ما معنى كلمة أقنوم ؟ ونريد معلومات أكثر عن الأقانيم الثلاثة والوحدانية .. 0
الإجابة : 0
كلمة أقنوم Hypostasis باليونانية هى هيبوستاسيس ، وهي مكونة من مقطعين : هيبو وهي تعنى تحت ، وستاسيس وتعنى قائم أو واقف ، وبهذا فإن كلمة هيبوستاسيس تعنى تحت القائم ولاهوتيا معناها ما يقوم عليه الجوهر أو ما يقوم فيه الجوهر أو الطبيعة . والأقنوم هو كائن حقيقي له شخصيته الخاصة به ، وله إرادة ، ولكنه واحد في الجوهر والطبيعة مع الأقنومين الآخرين بغير انفصال . 0
من هم الأقانيم الثلاثة ؟ 0
الأقانيم الثلاثة هم الآب والابن والروح القدس : 0
فالآب هو الله من حيث الجوهر، وهو الأصل من حيث الأقنوم . 0
والابن هو الله من حيث الجوهر، وهو المولود من حيث الأقنوم . 0
والروح القدس هو الله من حيث الجوهر، وهو المنبثق من حيث الأقنوم . 0
* كيف أن الجوهر الإلهي واحد ومع هذا فإن هناك ثلاثة أقانيم متمايزة ومتساوية ؟
لشرح فكرة الجوهر الواحد لثلاثة أقانيم متمايزة ومتساوية في الجوهر نأخذ مثالًا
مثلث من الذهب الخالص له ثلاثة زوايا متساوية أ ، ب ، جـ
الرأس (أ) هو ذهب من حيث الجوهر. 0
الرأس (ب) هو ذهب من حيث الجوهر. 0
الرأس (جـ) هو ذهب من حيث الجوهر. 0
فالرؤوس الثلاثة لهم جوهر واحد ، وكينونة واحدة ، وذهب واحد ، هو جوهر المثلث ولكن (أ) ليس نفسه هو (ب) ، (ب) ليس نفسه هو (جـ) ، (جـ) ليس نفسه هو ( أ ) لأن ( أ ) لو كان هو ( ب ) لانطبق الضلع ( أ جـ ) على الضلع ( ب جـ ) وبذلك ينعدم الذهب 0
لو طبقنا نفس الفكرة بالنسبة للثالوث القدوس : 0
الآب هو الله من حيث الجوهر. 0
الابن هو الله من حيث الجوهر. 0
الروح القدس هو الله من حيث الجوهر. 0
والثلاثة يتساوون في الجوهر والجوهر نفسه الإلهي هو في الآب والابن والروح القدس ولكن الآب ليس هو نفسه الابن وليس هو نفسه الروح القدس ، وكذلك الابن ليس هو نفسه الروح القدس وليس هو نفسه الآب ، وكذلك الروح القدس ليس هو نفسه الآب وليس هو نفسه الابن . 0
هل يمكننا أن نقول إن الكينونة في الثالوث القدوس قاصرة على الآب وحده ؟ والعقل قاصر على الابن وحده؟ والحياة قاصرة على الروح القدس ؟ 0
لا... لا يمكننا أن نقول هكذا ، فينبغي أن نلاحظ أنه طبقا لتعاليم الآباء فإن الكينونة أو الجوهر ليس قاصرًا على الآب وحده ، ففي قداس القديس غريغوريوس النزينزى نخاطب الابن ونقول : ( أيها الكائن الذي كان والدائم إلى الأبد ) ، لأن الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل في الكينونة بالنسبة للابن والروح القدس ، والابن له كينونة حقيقية بالولادة الأزلية ، والروح القدس له كينونة حقيقية بالانبثاق الأزلي ، ولكن ليس الواحد منهم منفصلا في كينونته أو جوهره عن الآخرين . وكذلك العقل ليس قاصرا على الابن وحده ، لان الآب له صفة العقل والابن له صفة العقل والروح القدس له صفة العقل ، لأن هذه الصفة من صفات الجوهر الإلهي . 0
وكما قال القديس أثناسيوس : ( إن صفات الآب هي بعينها صفات الابن إلا صفة واحدة وهي أن الآب آب والابن ابن ثم لماذا تكون صفات الآب هي بعينها صفات الابن ؟ إلا لكون الابن هو من الآب وحاملا لذات جوهر الآب ) ولكننا نقول إن الابن هو الكلمة ( اللوغوس ) أو العقل المولود أو العقل المنطوق به أما مصدر العقل المولود فهو الآب . 0
وبالنسبة لخاصية الحياة فهي أيضا ليست قاصرة على الروح القدس وحده لان الآب له صفة الحياة والابن له صفة الحياة والروح القدس له صفة الحياة ، لأن الحياة هي من صفات الجوهر الجوهر الإلهي . والسيد المسيح قال : ( كما أن الآب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضًا أن تكون له حياة في ذاته ) ( يو 5 : 26). ( ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا ) وقيل عن السيد المسيح باعتباره كلمة الله : " فيه كانت الحياة " ( يو 1: 4). ولكن الروح القدس نظرا لأنه هو الذي يمنح الحياة للخليقة لذلك قيل عنه إنه هو : ( الرب المحيى ) ( حسب قانون الإيمان والقداس الكيرلسي ) ، وكذلك أنه هو ( رازق الحياة ) أو ( معطى الحياة ) ( حسب صلاة الساعة الثالثة ) . 0
من الخطورة أن ننسب الكينونة إلى الآب وحده ، والعقل إلى الابن وحده ، والحياة إلى الروح القدس وحده ، لأننا في هذه الحالة نقسم الجوهر الإلهي الواحد إلى ثلاث جواهر مختلفة . أو ربما يؤدى الأمر إلى أن ننسب الجوهر إلى الآب وحده ( طالما أن له وحده الكينونة ) ، وبهذا ننفى الجوهر عن الابن والروح القدس ، أو نلغي كينونتيهما ويتحولان بذلك إلى صفات لأقنوم إلهي وحيد هو أقنوم الآب. 0
هل هناك علاقة بين طبيعة الله ( الله محبة ) وبين فهمنا للثالوث القدوس ؟
نعم هناك علاقة أكيدة : إن مفتاح المسيحية - كما نعلم - هو أن " الله محبة " ( رسالة يوحنا الأولي 4: 8، 16). 0
ونحن نسأل من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم و الملائكة والبشر؟ إذا أحب الآب نفسه يكون أنانيًا (ego-centric) ، وحاشا لله أن يكون هكذا ، إذًا لابد من وجود محبوب كما قال السيد المسيح في مناجاته للآب قبل الصليب : " لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم " (يو 17: 24)... وبوجود الابن قبل إنشاء العالم وفوق الزمان أى قبل كل الدهور، يمكن أن نصف الله بالحب أزليًا وليس كأن الحب شيء حادث أو مستحدث بالنسبة للآب . فالأبوة والحب متلازمان ، طالما وجدت الأبوة فهناك المحبة بين الآب والابن . 0
ولكن الحب لا يصير كاملا إلا بوجود الأقنوم الثالث لأن الحب نحو الأنا هو أنانية وليس حبًا والحب الذي يتجه نحو الآخر الذي ليس آخر سواه ( المنحصر في آخر وحيد ) هو حب متخصص رافض للاحتواء ( exclusive love ) بمعنى أنه حب ناقص ولكن الحب المثالي هو الذي يتجه نحو الآخر وعلى كل من هو آخر ( inclusive love ) وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة . 0
نعم هناك علاقة أكيدة : إن مفتاح المسيحية - كما نعلم - هو أن " الله محبة " ( رسالة يوحنا الأولي 4: 8، 16). 0
ونحن نسأل من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم و الملائكة والبشر؟ إذا أحب الآب نفسه يكون أنانيًا (ego-centric) ، وحاشا لله أن يكون هكذا ، إذًا لابد من وجود محبوب كما قال السيد المسيح في مناجاته للآب قبل الصليب : " لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم " (يو 17: 24)... وبوجود الابن قبل إنشاء العالم وفوق الزمان أى قبل كل الدهور، يمكن أن نصف الله بالحب أزليًا وليس كأن الحب شيء حادث أو مستحدث بالنسبة للآب . فالأبوة والحب متلازمان ، طالما وجدت الأبوة فهناك المحبة بين الآب والابن . 0
ولكن الحب لا يصير كاملا إلا بوجود الأقنوم الثالث لأن الحب نحو الأنا هو أنانية وليس حبًا والحب الذي يتجه نحو الآخر الذي ليس آخر سواه ( المنحصر في آخر وحيد ) هو حب متخصص رافض للاحتواء ( exclusive love ) بمعنى أنه حب ناقص ولكن الحب المثالي هو الذي يتجه نحو الآخر وعلى كل من هو آخر ( inclusive love ) وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة . 0
وإذا وجدت الخليقة في أي وقت وفي أي مكان فهي تدخل في نطاق هذا الحب اللانهائي ، لأن مثلث الحب هنا هو بلا حدود ولا مقاييس . هذا الحب اللانهائي الكامل يتجه أيضًا نحو الخليقة حيثما وحينما توجد ، كما قال السيد المسيح للآب : " ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم " ( إنجيل يوحنا 17: 26) ... إن الحب الكامل هو الحب بين الأقانيم الثلاثة وهذا هو أعظم حب في الوجود كله . 0
لكن قد يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة ؟ وللرد نقول إن أي شيء ناقص في الله يعتبر ضد كماله الإلهي ، كما أن أي شيء يزيد بلا داع يعتبر ضد كماله الإلهي . إن مساحة مثلث الحب هذا هي ما لا نهاية ، أي أن مساحة الحب بين الأقانيم الثلاثة هي ما لا نهاية ، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة ، فأي كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله هذا الحب ، فما الداعي لرأس رابع أو خامس ؟! 0
لكن قد يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة ؟ وللرد نقول إن أي شيء ناقص في الله يعتبر ضد كماله الإلهي ، كما أن أي شيء يزيد بلا داع يعتبر ضد كماله الإلهي . إن مساحة مثلث الحب هذا هي ما لا نهاية ، أي أن مساحة الحب بين الأقانيم الثلاثة هي ما لا نهاية ، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة ، فأي كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله هذا الحب ، فما الداعي لرأس رابع أو خامس ؟! 0
======000======
---------00000000------